استيقظ أحد الصالحين يوما في ساعة متأخرة من الليل قبل الفجر ..
فوجد امرأته تتهجد وتصلي وتدعو دامعة العينين مخلصة الدعاء
لله تعالى ... فتعجب من صلاحها وكيف أنه الرجل ينام بينما تبقى
هي زاهدة عابدة ...
فقال لها: ألا تنامين ما الذي أبقاك الى الآن؟ ..
فردت الزوجة الصالحة بخشوع: وكيف ينام من علم أن حبيبه لا
ينام؟؟
صلاة الفجر هي مقياس حبك لله عز و جل، إن الكثير من المسلمين
في هذا العصر أضاعوا صلاة الفجر .. وكأنها قد سقطت من
قاموسهم .. فيصلونها بعد انقضاء وقتها بساعات بل يقوم بعضهم
بصلاتها قبل الظهر مباشرة ولا يقضيها الآخرون.
إن الإنسان منا إذا أحبّ آخرا حبّا صادقا أحبّ لقاءه بل أخذ يفكـّـر
فيه جلّ وقته .. وكلما حانت لحظة اللقاء لم يستطع النوم حتى
يلاقي حبيبه ..
فهل حقا أولئك الذين يتكاسلون عن صلاة الفجر.. يحبون الله ؟؟
هل حقا يعظّمونه ويريدون لقاءه ؟؟
ولله المثل الأعلى .. فكيف بك أخي الكريم .. والله سبحانه وتعالى
رازقك وهو الذي أنعم عليك بكل شيء .. نعمته عليك تتخطى كل ما
تكسبه يوميا فقد قال تعالى: "وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها "
أفلا يستحق ذلك الإله الرحيم الكريم منك أن تستيقظ له في فجر
كل يوم لتشكره في خمس أو عشر دقائق على نعمه العظيمة
وآلائه الكريمة ؟؟ ...